المديرة ☼ بصمة نشيطة ☼
عدد المساهمات : 46 نقاط : 125 السٌّمعَة : 4 تاريخ التسجيل : 14/05/2010 العمر : 31
| موضوع: ..~~ رمــــــــــز العـــفّــــــة..~~ يوسف عليه السلامـ.. الأربعاء مايو 26, 2010 10:34 am | |
| السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،
رمز العفّة..
هو نبيٌ من أنبياء الله عليهم أفضل الصلاة والتسليم.. إختارهم الله بسابق علمه لاستحقاقهم لحمل الأمانة والدعوة له وتوصيل الرسالة.. فهم خير اليشر على وجه الأرض.. ولذلك تجدهم دوما رموزا لصفات ومعاني بشرية .. وصلوا لمنتهاها.. واجتمعت كلها في خاتمهم.. نبينا ورسولنا محمد صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه..
يوسف عليه السلام
كريم النسب والخلق: فهو الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم، وذلك عن عبد الله بن عمر عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال " الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم، يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام (بخاري3382).. وهذا هو كرم نسبه أما عن كرم خلقه.. فها هو أبوه يحبّه حبا كبيرا عن سائر إخوته، مما ولد لديهم الحسد والضغينة له ، حتى قرروا أن يمكروا به.. قال تعالى {إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَىٰ أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٨﴾ اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِن بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ ﴿٩﴾ } (يوسف:8-9) وهو في تلك الصفة.. وهي كرم النسب والخلق.. أقرب ما يكون من نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
رمزالعفة والخوف من الله واستحضار مراقبة الله: فهو رمز للعفة والطهارة والخوف من الله.. فلا نجد خيرا منه رمزا ومثلا لما جاء في حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله ".. ورجل طلبته إمرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله.." (متفق عليه) فها هي إمرأة العزيز تراوده وهي ذات منصب وجمال، كما أنها هيأت له كل السبل التي تحقق لهما الخلوة التامة ودون أن يكتشف ذلك أحدا، ولكنه يأبى ذلك لاستحضار مراقبة الله له وخوفه من غضبه.. {وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ ۚ قَالَ مَعَاذَ اللَّـهِ ۖ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ ۖ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ﴿٢٣﴾ وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ ۖ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَن رَّأَىٰ بُرْهَانَ رَبِّهِ ۚ كَذَٰلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ ۚ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ ﴿٢٤﴾ } (يوسف:23-24) والجدير بالذكر قول الشيخ أبو إسحاق الحويني حفظه الله في كلمة "مخلصين" وهو أن الله استخلصه لنفسه، فكرمّه وحفظه من الوقوع في الفاحشة
آتاه الله حكما وعلما وعلمه من تأويل الأحاديث: ويظهر ذلك واضحا منذ صغره.. فيرى رؤيا في المنام عن سجود الشمس والقمر والنجوم له.. وهي رؤيا صادقة تحققت فيما بعد.. والتي دلّت على نبوته قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "الرؤيا الصادقة أو الصالحة جزء من سبعين جزءا من النبوة" (صحيح مجمع الزوائد 7/176) .. وهاهو يفسر رؤيا الفتيان اللذان دخلا عليه السجن ورؤيا الملك أيضا.. وأيضا حين رزقه الله الذكاء والحكمة ليكيد بأخوته ليأخذ أخوه في كنف الملك قال تعالى{وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ ۖ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا ۖ وَقَالَ الْآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ ۖ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ ۖ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٣٦﴾ } (يوسف36) وقال تعالى {يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَّعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ ﴿٤٦﴾ } (يوسف46) وقال تعالى { فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاءِ أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِن وِعَاءِ أَخِيهِ ۚ كَذَٰلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ ۖ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّـهُ ۚ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاءُ ۗ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ ﴿٧٦﴾ } (يوسف76)
يصبر على الإبتلاء والمحن.. ولا ينسب ذلك إلى الله: صبر على بعده عن أبويه في صغره وهو في أمس الحاجة لعطفهم وكنفهم.. وصبر على مكوثه في السجن رغم برائته.. الذي فضله واختاره عن الوقوع في الفاحشة وطالما أن في ذلك رضى الله عنه {قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ۖ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ ﴿٣٣﴾ } (يوسف33) وصبر حين نسى الفتى تبليغ مولاه بيوسف ومكث في السجن بضع سنين أخرى.. ولم يعترض على قدر الله له.. {وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ فَأَنسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ ﴿٤٢﴾ } (يوسف42) وصبر أيضا على ظلم إخوته له لما إفتروا عليه بالسرقة حين دخلوا عليه ولم يعرفوه.. وكتم غيظه { قَالُوا إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ ۚ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ ۚ قَالَ أَنتُمْ شَرٌّ مَّكَانًا ۖ وَاللَّـهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ ﴿٧٧﴾ } (يوسف77)
الدعوة إلى الله في الشدة: فحين دخل السجن رغم برائته وهمّه.. لم ينسَ واجبه.. وهو الدعوة إلى الله.. فحين دخل عليه الفتيان وطلبا منه تفسير رؤياهما.. استغل فرصة شغفهم للإستماع لحديثه وآذانهم الصاغية له.. فبدأ بدعوتهم إلى توحيد الله تعالى.. وذلك من حكمته وفطنته.. ويالها من أمور هامة في الدعوة!! قال تعالى { يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّـهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ﴿٣٩﴾ مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّـهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ ۚ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّـهِ ۚ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٤٠﴾ } (يوسف39-40)
حافظ لحرمات الغير.. ولا يفضح الآخرين: وذلك من كرم أخلاقه عليه السلام..فلم يحدّث بفعل إمرأة العزيز معه.. وإن كانت إفترت عليه بالفاحشة.. ولكنه لم يتكلم بذلك الأمر أو يحاول تبرئة نفسه رغم برائته.. واكتفى بدخول السجن عن تلبية مطلبها منه.. وإن كانت تكررت محاولتها باغوائه أكثر من مرة..{يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَـٰذَا ۚ وَاسْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ ۖ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ ﴿٢٩﴾ } (يوسف29)
عفوٌ ومتسامح: عفى عن كل من ظلمه في حياته وصفح عنهم..رغم ظلمهم البيّن له والذي غير مجرى حياته!! عفى عن إخوته رغم كيدهم به الذي أدى إلى حرمانه من أبويه في الصغر، بل ومن كيدهم كادوا يقتلوه!!.. ولكنه صفح صفحا جميلا عنهم بكل صفاء ونقاء .. فقال لهم {قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ ۖ يَغْفِرُ اللَّـهُ لَكُمْ ۖ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ﴿٩٢﴾ } (يوسف92) وعفى عن إمرأة العزيز وفعلتها ولم يقضحها.. رغم أنها كانت السبب في دخوله السجن رغم برائته ومكوثه فيه بضع سنين.. حتى إعترفت بفعلتها وبرأه الله من كيدها.. فقالت {قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدتُّنَّ يُوسُفَ عَن نَّفْسِهِ ۚ قُلْنَ حَاشَ لِلَّـهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِن سُوءٍ ۚ قَالَتِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ ﴿٥١﴾} (يوسف51)
شاكر وحامد لله على نعمه: رغم إبتلاءته طوال حياته..إلا إنه لم يرى من ذلك كله إلا تلخيصا من الله له من شر الدنيا.. أخذ من أبويه في صغره وحرم منهما.. لم يرى فيه إلا الخير بخروجه من البدو إلى مصر، وكيف أصبح أمينا على خزائن مصر وأصبح ذو مكانة وشأن.. ودخل السجن رغم برائته.. فلم يرى في ذلك سوى حفظ الله له من مكر النساء والبعد عن كيدهن.. وكيف أخرجه الله من السجن وأتى بأهله من البدو إلى الرغد والحضر قال تعالى { وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا ۖ وَقَالَ يَا أَبَتِ هَـٰذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا ۖ وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي ۚ إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ ۚ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴿١٠٠﴾ ۞ رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ ۚ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ ﴿١٠١﴾} (يوسف100-101)
قال تعالى في أول السورة الكريمة {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَـٰذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ ﴿٣﴾ } (يوسف1) وقال في آخرها {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ ۗ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىٰ وَلَـٰكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴿١١١﴾ } (يوسف111) وهذا هو المراد من سرد قصص الأنبياء.. الإتعاظ منها وأخذ العبر.. ومحاولة التأسي بهم قدر المستطاع في أخلاقهم.. عسى أن نكون خير أمة.. وأن نحظى بمرافقتهم في الجنة
| |
|