๏°°๏ اختــــلاف ๏°°๏

في غرفة هادئة جلست الأختان نوف و سوسن أمام شاشة جهاز : الكمبيوتر
كل واحدة منهن تمسك جهازها الخاص
تطفلت نوف على جهاز سوسن , أما شبعت من قراءة الخواطر وتصفح المنتديات الأدبية ؟ !
سوسن المنسجمة مع عـذوبة الكلمات :
لا تقطعي علي لحظات اندماجي , أستمتع بهذه القراءات أيما استمتاع
نوف : ثم ماذا ؟
سوسن : أشبع ذائقتي وأطور كتاباتي هذا أجمل ما تعلمته من شبكات المعلومات
نوف : وماذا تصنعين بهذه الكتابات ؟
آهات وجراحات وأنات
سوسن : ماذا سأشرح لك ؟ أنت لا تقدرين الكتابة الأدبية , ولا تحبذين قراءتها لن أزيدك بكلامي رغبة , أو فهما لما أقصد
ثم ألقت نظرة على حاسوب نوف
وأنت يا نوف تصفحك ينحصر في متابعة الأطباق , أما سئمت تعلم طهي الطعام ؟
نوف : الأطباق التي تعلمتها أفادتنا كثيرا , ألا تنكرين أنت تحبين طبخي كثيرا
أمي , أبي , إخوتي يحبون طبخي, صديقاتي في الجامعة يثنين على طبخي كثيرا
لقد ظهرت وأثمرت نتائج تصفحي لتلك الأطباق
وعندما أتخرج لن أجد وظيفة بالطبع
لكني سأرتزق من هوايتي المفضلة الطهي , وسترين يا سوسن أني أنفع منك وتصفحي هو الأجدى
أم ستقولين أنك ستبيعين الكلام للناس ؟
سوسن بهدوء غاضب
وهل ما أتعلمه وأجيده يجب أن يباع ويؤكل ؟
أنا أعبر عن أفكاري وأرسم ما يدور في خيالي بالكلمات
صديقاتي أيضا يثنين على كتاباتي وكل من تعرفني تطلب مني إما كتابة مقدمة , إهداء , عبارات , مشهد تمثيلي
أيضا أنفع الآخرين بنزيف حبري
اقرئي يا نوف هذه الردود على إحدى خواطري
وانظري لتلك الأوسمة التي حصدتها
نظرة استخفاف من نوف ؟
ها وإن تزوجت هل ستطعمين زوجك خواطر وقصص ؟
سوسن : لا تنسي أني أجيد عدة طبخات , لكن الفرق بيننا أني لا أصرف جل عنايتي ووقتي في تعلم الطهي الذي لا ينتهي
ومن قال لك أن كل الرجال يريدون فقط ملء بطونهم ؟
نوف : حسنا يا كاتبتنا المتألـقة سأذهب الآن وأعد طبقا خفيفا نتسحر به

بعد نصف ساعة أحضرت نوف الطبق

كاتبتنا سوسن اقفلي جهازك وتذوقي طبخي الذي سيمتعك أكثر
شعرت سوسن بسخرية من نوف , هل أذهب ؟
لا , لكني حقا بحاجة للطعام , لقيمات بسيطة
لن أطيل المكوث
راقها منظر الطعام ,أخذت تأكل بنهم
نوف تنظر إليها وتضحك
أما قلت لك الطعام سيمتعك أكثر ؟ من الأنفع والأنجح فينا ؟
سوسن : الكتابة لا تتعارض مع الأكل وسلمت يداك , هل ستمنين علي ؟
نهضت نوف , فتحت إحدى المنتديات التي تشارك فيها سوسن
بدأت تقرأ قصة جذبتها كثيرا , والقصة خطتها أختها سوسن
مشت سوسن بهدوء نحو نوف ظنا منها أن نوف تقرأ طبخة جديدة
اقتربت سوسن من جهاز نوف لترى ما تقرأ .
اندهشت , نوف تقرأ إحدى قصصها باندماج شديد !
انتظرت حتى أنهت نوف القراءة
هل أعجبتك قصتي يا نوف ؟
بسرعة أجابت نعم , وأنت هل أعجبك طبقي يا أديبتنا سوسن ؟
سوسن : نعم
ضحكتا سويا وتعانقتا عناقا حارا